تَقَعُ أَطْلَالُ مَدِينَةِ جَدَارا القَدِيمَةِ على هَضَبَةٍ تُوجَدُ فِي الرُّكْنِ الشَّمَالِيِّ الغَرْبِيِّ مِنَ الأُرْدُنِّ. مِنْ هَذِهِ النُّقْطَةِ المُرْتَفِعَةِ وإلى ما وَرَاءَ بَلْدَةِ أُمِّ قَيْس الهَادِئَة، يُمْكِنُكَ الاِسْتِمْتَاعُ بإِطْلَالَةٍ رَائِعةٍ على بُحَيْرَةِ طبريا ومُرْتَفَعَاتِ الجُولَانِ السُّورِيَّةِ الَّتِي تَحْتَلُّهَا إِسْرَائِيل. ومِثْلُ العَدِيدِ من الأَمَاكِنِ الأُخْرَى في المِنْطَقَةِ، ظَهَرَتْ جَدَارا في السِّجِلِّ التَّارِيخِيِّ بَعْدَ غَزْوِ الإِسْكَنْدَرِ الأَكْبَرِ للشَّرْقِ الأَدْنَى عَامَ 333 قَبْلَ المِيلَادِ، ويَبْدُو أَنَّ المَدِينَةَ قَدْ تَمَّ تَدْمِيرُ مُعْظَمِهَا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ هُجِرَتْ إِثْرَ زِلْزَالٍ وَقَعَ فِي القَرْنِ الثَّامِنِ.
قِرَاءَة المَزِيد ←
تَعَرَّضَ الأُردُنُّ نَتِيجَةَ مَوْقِعهِ الجُغْرَافِيِّ في «الشَّرْقِ الأَدْنَى» إلى عَشَرَاتِ الحَضَارَاتِ عَبْرَ التَّارِيخ. فَخِلالَ الثَّلاثَةِ آلافِ سَنَةٍ المَاضِيَةِ وَحْدَهَا، وبِشَكْلٍ مُسْتَمِرٍّ قَدْ وَقَعَتِ المِنْطَقَةُ تَحْتَ حُكْمِ الإِمْبَراطُورِيَّةِ الفَارِسِيَّةِ واليُونَانِيَّةِ والنَّبَطِيَّةِ والرُّومانِيَّةِ والبِيزَنْطِيَّةِ والعَرَبِيَّةِ والعُثْمَانِيَّةِ، ولا يَزَالُ تُراثُ هَذِهِ الحَضَارَاتِ ظَاهِراً حَتَّى اليَوْمِ.
قِرَاءَة المَزِيد ←
حَتَّى وَإِنْ فَاقَ عَدَدُ المَسَاجِدِ في عَمَّانَ عَدَدَ الكَنَائِسِ بِعَشْرِ مَرَّاتٍ، فَإِنَّ كَنِيسَةَ القِدِّيس ثَادْيُوس الأَرْمَنِيَّة الرَّسُولِيَّة سَتَظَلُّ بَارِزَة. لَفَتَتْ اِنْتِبَاهِي تِلْكَ الهَنْدَسَةُ المِعْمَارِيَّةُ الفَرِيدَةُ مَرَّةً وَاحِدَةً، ومِنْ ثَمَّ شَرَعْتُ بِمُشَاهَدَتِهَا فِي كُلِّ مَرَّةٍ أَلْمَحُ جَبَلَ الأَشْرَفِيَّة. وَبَعْدَ أَسَابِيعٍ مِنَ التَّحْدِيقِ ظَلَلْتُ أَسْأَلُ نَفْسِي “هَلْ هَذِهِ كَنِيسَةٌ أَرْمَنِيَّةٌ؟” وَأَخِيراً ذَهَبْتُ فِي رِحْلَةِ بَحْثٍ عَنِ هذا المكان وَوَجَدْتُهُ.
قِرَاءَة المَزِيد ←