تَعَرَّضَ الأُردُنُّ نَتِيجَةَ مَوْقِعهِ الجُغْرَافِيِّ في «الشَّرْقِ الأَدْنَى» إلى عَشَرَاتِ الحَضَارَاتِ عَبْرَ التَّارِيخ. فَخِلالَ الثَّلاثَةِ آلافِ سَنَةٍ المَاضِيَةِ وَحْدَهَا، وبِشَكْلٍ مُسْتَمِرٍّ قَدْ وَقَعَتِ المِنْطَقَةُ تَحْتَ حُكْمِ الإِمْبَراطُورِيَّةِ الفَارِسِيَّةِ واليُونَانِيَّةِ والنَّبَطِيَّةِ والرُّومانِيَّةِ والبِيزَنْطِيَّةِ والعَرَبِيَّةِ والعُثْمَانِيَّةِ، ولا يَزَالُ تُراثُ هَذِهِ الحَضَارَاتِ ظَاهِراً حَتَّى اليَوْمِ.
قِرَاءَة المَزِيد ←
حَتَّى وَإِنْ فَاقَ عَدَدُ المَسَاجِدِ في عَمَّانَ عَدَدَ الكَنَائِسِ بِعَشْرِ مَرَّاتٍ، فَإِنَّ كَنِيسَةَ القِدِّيس ثَادْيُوس الأَرْمَنِيَّة الرَّسُولِيَّة سَتَظَلُّ بَارِزَة. لَفَتَتْ اِنْتِبَاهِي تِلْكَ الهَنْدَسَةُ المِعْمَارِيَّةُ الفَرِيدَةُ مَرَّةً وَاحِدَةً، ومِنْ ثَمَّ شَرَعْتُ بِمُشَاهَدَتِهَا فِي كُلِّ مَرَّةٍ أَلْمَحُ جَبَلَ الأَشْرَفِيَّة. وَبَعْدَ أَسَابِيعٍ مِنَ التَّحْدِيقِ ظَلَلْتُ أَسْأَلُ نَفْسِي “هَلْ هَذِهِ كَنِيسَةٌ أَرْمَنِيَّةٌ؟” وَأَخِيراً ذَهَبْتُ فِي رِحْلَةِ بَحْثٍ عَنِ هذا المكان وَوَجَدْتُهُ.
قِرَاءَة المَزِيد ←
إِنَّني أُواجِهُ صُعُوبَةً في العُثُورِ عَلَى كَلِمَاتٍ لِتَصِفَ رِحْلَتِي إلى مَدِينَةِ الأُرْدُنِّ الجَنُوبِيَّةِ الوَاقِعَةِ على البَحْرِ. فِي بَادِئِ الأَمْرِ، كَانَ التَّبَايُنُ بَيْنَ الصَّحْرَاءِ الجَافَّةِ، والجِبَالِ الصَّخْرِيَّةِ، ومِيَاهِ البَحْرِ الأَحْمَرِ الفَيْرُوزِيَّةِ لافِتًا للنَّظَرِ — تَخَيَّل مات دامون في فيلم المريخي، لَكِن عِنْدَما يَذْهَبُ لِلْغَطْسِ تَحْتَ الشِّعَابِ المُرْجَانِيَّةِ بَدَلاً مِنْ زِرَاعَةِ البَطَاطِس.
قِرَاءَة المَزِيد ←