قَدْ تَنْسَى نَفْسَكَ بِسُهُولَة — حَرْفِيّاً ومَجَازِيّاً — في الرِّمَال الحَمْرَاءِ التي لا نِهايَة لها، ونَاطِحات السَّحَاب الشَّاهِقَة في وادِي رَم. إنّ هذا المكان المَهِيب، المَعْرُوف لَدَى الإِغْريق والرُّومان، كان مَأْهُولاً بالسُّكَّان مُنذ آلافِ السِّنِين، وهو لا يُشْبِهُ أيّ مَكَان آخَر على الأَرْض. ولَقَدْ ظَهَرت تِلك المَناظِر الطَّبِيعيَّة الفَرِيدَة في مَجْمُوعة من أفلام هوليود، مِثْل فيلم لورانس العرب و فيلم ذا مارشين (المريخيّ).
كلُّ من تناول كوباً من الشّاي أو تناول طعام المنسَف في وادي رم سرعان ما سيلاحظ النسيج الفريد من نوعهِ الذي يُزيّن الخيام البدويّة التقليديّة في الأردن.
يشيع استخدام هذه التّصميمات الملوّنة في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية وخارجها، ابتداءً من سوريا والعراق في الشّمال إلى الإمارات العربيّة المتحدة وسَلْطَنة عُمان في الجنوب الشّرقي.
ولقد ظهر بعض من هذه الأنسجة في مقطع فيديو موسيقي للفنّانة الأمريكيّة كاردي بي لعام 2017 في أغنيّتها بوداك يلو.
في هَذِهِ الأَيّام لا يُوجَد الكَثِير لِرُؤيَتهِ في مَدِينَة بِيلا اليُونانيّة الرُّومانيّة الوَاقِعَة شَمَال غرب الأُردن. مع الأسف، فالآثار القَدِيمَة هُنا تُعانِي مِنْ كَوْنِها أَصْغَر نَوْعاً ما و تَتَلَقَّى رِعايَة أَقَلّ وزِيارتها أَصْعَب مُقارَنةً بالأَطْلَالِ المُشابِهَة لها في جَرَش. مَعَ قليل من الخيال ومع لمحة تاريخية، يَبْدُو كِلا المكانين ساحرَيْن بنفس القَدْر، حتّى أنّ كُلّاً منهما له طابع فريد خاصّ بهِ.