على الرُّغْمِ من عَدَمِ وُجُودِها فِعْليّاً في الأُردُن، إلا أنَّ فإنَّ قُبَّةَ الصَّخْرَةِ في القُدْس تَقَعُ على مَرْمَى حَجَر مِنْ عَمَّان (أَقْصِدُ التَّوْرِية).
إنّ هذا المَقَام ليس فقط مُتوَّج بِقُبَّةٍ ذَهَبِيَّة، ومُغَطَّى بالبلاط العُثْمَانِيّ النَّابِض بالحَيَاة، ومُزَخْرَف بالخَطِّ العَرَبِيّ الأَنِيق، بَلْ يَفْخر أيضًا بسِيرَةٍ مُدهِشةٍ حول الأَحَقِّيات المُقدّسة التي اِشْتُهِرَ بِهَا.
كان الأنباطُ قبيلةً أصبحت غَنيّة غِنىً فاحِشاً من تِجَارَةِ اللِّبان والمُرّ والبهارات في شِبْهِ الجَزِيرَة العربيّة مُنذ حوالي أَلْفَي سنة. بَنُوا البَتْرَاء عَاصِمَةً لِحَضارَتِهم المُزْدَهِرَة. الوَاجِهَاتُ الحَجَرِيَّةُ الجَمِيلَة السَّاحِرَة — التي يَبْلُغُ طُولها مِئَة مِتْر — ما زالت سَلِيمةً بِشَكْلٍ مُدْهِشٍ، ومَحْمِيَّةً بشَكْلٍ جَيِّد إلى يَوْمِنَا هذا.