بعد فترة وجيزة من انتقالي إلى عمّان لاحظتُ المبنى المميّز هذا على تلٍّ بعيد جداً، وعزمتُ على أن أذهب في رحلة بحث عن هذا المكان للعثور عليه. المشي من وسط المدينة إلى جبل الأشرفية مليء بالشوارع المُلْتوِية والسّلالم شديدة الانحدار (وبعضها لا يؤدّي إلى أي مكان). حتّى اليوم أعتبر الكنيسة إحدى المعالم المفضّلة لديّ في عمّان، وغالبًا ما أقوم بالرحلة هذه إلى هناك عندما أشعر بأنني أريد القيام ببعض التمارين الرياضية واستكشاف المدينة. أحب أن أفكر في الأمر وكأنّهُ حج — فهو مكان دينيّ في نهاية المطاف!
إنّ ساحِلَ البَحْرِ الميِّتِ في الأُرْدُنّ هو المكان المِثاليّ للاِبْتِعَادِ عن صَخَبِ وضَجِيجِ عمَّان. إذا كُنتَ تَبْحَثُ عن شَيءٍ أَكْثَر صِحّةً وأَصْغَر حجماً — ناهِيكَ عن أنّهُ أَرْخَص من مُنْتَجَع رَاقِي خَمْس نُجُوم، فلا تَنْظُر إلى ما هو أَبْعَد من (شاليهات وايلد جوردان) في الموجِب.
على ما يبدو أنّ هناك قوسين تمّ بناؤهما حوالي سنة 130 ميلاديّاً تكريماً للإمبراطور الرُّوماني هادريان — أحدهما في أثينا والآخر في جرش. الأوّل جرت حوله دراسات أكثر بلا شكّ، ولكن هذا الأخير هو الأكثر جمالاً بكلّ موضوعية! رُبّما بسبب لون الحِجَارة في وَضَحِ النّهار، أو المعالم المعماريّة غير التّقليديّة، أو مُجرّد حَجْمه الهَائِل.